جنود الاحتلال استخدموا ثلاثة أطفال دروعا بشرية في مخيم طولكرم
رام الله 12 أيار 2024- كشفت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال أن قوات الاحتلال الإسرائيلي استخدمت ثلاثة أطفال كدروع بشرية خلال اقتحامها الأخير لمخيم طولكرم في الخامس والسادس من شهر أيار الجاري.
ونقلت الحركة العالمية شهادات الأطفال الثلاثة الذين وثقتهم، كُلاً على حدة، وكيف أن جنود الاحتلال أجبروهم على السير أمامهم في أزقة المخيم وتفتيش منازل والطلب من السكان الخروج، وفي حالتين وضع الجنود بنادقهم على كتفي طفلين وأطلقوا الرصاص.
وقال الطفل كرم (13 عاما) في إفادته للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، إنه في صباح السادس من شهر أيار الجاري الموافق ليوم الإثنين، وأثناء تواجد الطفل مع عائلته في شقتهم السكنية الكائنة في الطابق الثالث بالمخيم، اقتحم حوالي 30 جنديا إسرائيليا الشقة واحتجزوا العائلة في إحدى الغرف، ومن ثم أرغمه الجنود على السير أمامهم داخل الشقة وفتح أبواب الغرف والدخول إليها قبلهم، وبعدها اقتادوه إلى الطابق الرابع من البناية مع بقية أفراد عائلته ليجد أن جميع سكان البناية محتجزين في ذلك الطابق.
وأضاف الطفل كرم أن جنود الاحتلال اقتادوه إلى درج البناية وكان برفقتهم كلب بوليسي ضخم، كما وصفه الطفل، وأثناء سيرهم وضع أحد الجنود بندقيته على الكتف الأيمن للطفل كريم وأطلق رصاصتين نحو إحدى شقق البناية.
وقال: “كنت أبكي وارتجف من شدة خوفي، وكلما توسلت للجنود كانوا يصرخون في وجهي ويطلبون مني السكوت”.
وتابع: “بعد أن قام الجنود بتفتيش شقق البناية التي كنت أدخلها قبلهم، سألتهم وأنا أبكي إلى أين ستأخذونني؟ فأجابني أحدهم باللغة العربية أنني سأرافقهم وسأقوم بكشف الطريق لهم، بالإضافة إلى فتح أبواب المنازل المجاورة والدخول إليها قبلهم”.
وعند وصول الطفل كرم إلى الطابق الأول من البناية حيث كانت تتواجد جدته (والدة والده) والتي بحكم سنها وحالتها الصحية لم تستطع الصعود إلى الطابق الرابع، كما أفاد الطفل في إفادته، حدثت مشادة كلامية بينها وبين الجنود وأخذت تصرخ عليهم وتطلب منهم إخلاء سبيله، فقاموا بإعادته إلى الطابق الرابع.
وقال الطفل: “خلال صعودنا درج البناية قام ثلاثة جنود بالاعتداء عليّ بالضرب المبرح بواسطة عصي سوداء كانت بحوزتهم، ضربوني على أطرافي السفلية وعلى ظهري لحوالي خمس دقائق، وكانوا يقولون لي أنني مخرب… وعند وصولي الطابق الرابع كنت منهكا ولا أستطيع الوقوف جراء الضرب والخوف، وبقيت محتجزا برفقة سكان البناية حتى حوالي الساعة السابعة من مساء ذلك اليوم، وطيلة تلك الفترة لم يسمح لنا الجنود بتناول أي وجبة طعام”.
وكذلك حصل مع الطفل محمد (12 عاما)، الذي أفاد للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال بأن عائلته قررت التوجه إلى منزل أقارب لهم في المخيم حتى لا يبقوا وحدهم، بعدما سمعوا أن جنود الاحتلال اقتحموا المخيم وحاصروه ، وكان منزل أقاربهم عبارة عن شقة تقع في الطابق الثاني بإحدى البنايات.
وأضاف الطفل محمد أنه في حوالي الساعة الثامنة من صباح يوم الإثنين، الموافق السادس من شهر أيار الجاري، اقتحم جنود الاحتلال الشقة وطلبوا من المتواجدين فيها الخروج، وعندما رأوه اقتادوه بعيدا عن عائلته رغم توسلات والدته ومحاولاتها اليائسة لتخليصه من بين أيديهم.
وقال الطفل: “بقيت لوحدي برفقة الجنود، بعد أن طلبوا من والدتي وأشقائي الصعود إلى الطابق الرابع من البناية، بدأت أبكي وأرتجف من شدة الخوف لأنني لا أعلم ماذا سيفعلون بي، كانوا مسلحين ومقنعين وأشكالهم مخيفة وبرفقتهم كلب بوليسي ضخم يصدر أصواتا مرعبة”.
وتابع: “بعد ذلك طلبوا مني طرق أبواب الشقق السكنية في البناية وكانوا يقفون خلفي على مسافة قصيرة نوعا ما، وأن أطلب من سكان الشقق الخروج، وهذا ما فعلته، وعندما وصلنا إلى باب إحدى الشقق ولم يكن بها أحد، قام الجنود بتفجير بابها وأرغموني على الدخول إليها بمفردي وأن أقوم بتفقدها وتفتيشها، وبعد أن أخبرتهم أنها خالية من السكان، دخلوا إليها، في حين بقيت محتجزا من قبل أحد الجنود عند باب تلك الشقة”.
وأردف: “خلال احتجازي عند باب الشقة قام الجندي بالاعتداء علي ّبالضرب بواسطة عصا خشبية لحوالي 10 دقائق، كان يضربني على رأسي وظهري، وبعد خروج الجنود من داخل الشقة اقتادوني إلى الطابق الرابع، وخلال صعودنا ضربني أحد الجنود بيديه على رأسي فسقطت أرضا وارتطم وجهي بإحدى الدرجات،
كما وضع أحد الجنود بندقيته على كتفي وأطلق عدة رصاصات نحو سقف مطلع درج البناية… لقد مكثت معهم حوالي ساعتين وكنت أبكي من شدة الخوف والرعب والوجع، توسلت لهم كثيرا دون جدوى، وعند وصولنا إلى الطابق الرابع فتشني الجنود وأرغموني على خلع ملابسي العلوية، وبعدها تم احتجازي مع بقية سكان البناية حتى الساعة السابعة من مساء اليوم ذاته، دون السماح لنا بتناول أي وجبة طعام”.
وتكرر الحدث ذاته مع الطفل إبراهيم (14 عاما) الذي قال للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال إنه أثناء تواجده برفقة عائلته في منزلهم بمخيم طولكرم صباح السادس من شهر أيار الجاري، وفي حوالي الساعة التاسعة والنصف صباحا، اقتحم جنود الاحتلال المنزل بــ”طريقة همجية ومرعبة” وفتشوه وخربوا في محتوياته.
وأضاف: “اقتادني عدد من الجنود إلى إحدى الغرف وبدأوا يحققون معي عن أماكن تواجد المطلوبين، وعندما أخبرتهم أنني لا أعلم أي شيء، هددني أحدهم باللغة العربية وقال لي (بطخك إذا ما بتحكي)، وبعدها اعتدى علي بالضرب بواسطة قدميه ويديه لعدة دقائق، قبل أن يقوم بتكبيل يداي إلى الخلف بواسطة مربط بلاستيكي، ومن ثم اقتادني إلى الخارج وطلب مني السير أمام الجنود”.
وتابع الطفل: “كنت أرتجف من شدة الخوف والرعب، في البداية ظننت أنهم يريدون اعتقالي، لكنهم طلبوا مني السير أمامهم في أزقة حي السوالمة بالمخيم، وكانوا يختبئون في الزقاق ويطلبون مني كشف الطريق، بعدها فكوا يداي، وكلما مررنا من أمام منزل أو بناية كانوا يطلبون مني الدخول والطلب من السكان الخروج والتوجه نحو الجنود ليقوموا بعدها بمداهمة تلك المنازل، وعند المداهمة كانوا يطلبون مني أن أفتح الأبواب الداخلية للمنازل والشقق”.
وبعد حوالي ساعتين اقتاد الجنود الطفل إبراهيم إلى أحد المنازل في المخيم واحتجزوه مع سكان ذلك المنزل إلى حين انسحابهم من المخيم، وفق ما أفاد.
إن الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال تؤكد أن احتجاز الأطفال كدروع بشرية يعتبر جريمة حرب يرتكبها جيش الاحتلال، مشيرة إلى أنه منذ عام 2000، استخدم جنود الاحتلال 34 طفلا كدروع بشرية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وتبين “الحركة العالمية” أن القانون الدولي صريح ويحظر بشكل مطلق استخدام المدنيين دروعا بشرية، أو إجبارهم على تقديم المساعدة المباشرة للعمليات العسكرية، أو استخدامهم لحماية القوات المسلحة أو الجماعات المسلحة أو الأهداف من الهجمات، وهذه الممارسة محظورة أيضا بموجب القانون الإسرائيلي بناء على حكم صدر عام 2005 عن المحكمة العليا الإسرائيلية.