منح جائزة “رافتو” لحقوق الإنسان إلى الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال- فلسطين
بيرغن (النرويج) 21 أيلول 2023- مُنحت جائزة “رافتو” لحقوق الإنسان لعام 2023، إلى الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال- فلسطين، لعملها الدؤوب في الدفاع عن حقوق الأطفال الذين يعيشون في الأرض الفلسطينية المحتلة، وتعزيزها، وفق ما أعلنته مؤسسة “رافتو”.
وذكرت مؤسسة “رافتو”، ومقرها النرويج، خلال الإعلان عن الجائزة، اليوم الخميس، أن الجائزة تسلط الضوء على العمل المهم الذي تقوم به الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال لحماية حقوق الأطفال والدفاع عنها وتوثيقها، والسعي لتحقيق العدالة للأطفال الفلسطينيين.
وأضافت أنه لأكثر من ثلاثين عاما، قامت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال بالتحقيق في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الأطفال الفلسطينيين وتوثيقها ومتابعتها، والمطالبة بمحاسبة السلطات الإسرائيلية على الجرائم التي ترتكبها بحق الأطفال، وفقا لمبادئ حقوق الإنسان الدولية.
وبينت أن “الحركة العالمية” تعمل على إعداد وتنفيذ حلول مجتمعية لإنهاء العنف ضد الأطفال الفلسطينيين، والدعوة إلى سياسات نزيهة لمصلحة الأطفال، وتوفير الخدمات القانونية للأطفال الذين هم في حاجة ماسة إليها.
وأكدت أن الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال تحظى باحترام كبير، محليا وإقليميا ودوليا، لاستقلالها المبدئي والتزامها تجاه الأطفال وتمكينهم لأكثر من ثلاثة عقود.
ودعت مؤسسة رافتو، الهيئات والمنظمات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، وجميع الدول، إلى التحقيق في انتهاكات حقوق الأطفال في الأرض الفلسطينية المحتلة، والمطالبة بوضع حد فوري لها، وكذلك في حالات النزاع المسلح الأخرى في جميع أنحاء العالم.
وحملت إسرائيل، باعتبارها قوة محتلة، المسؤولية الكاملة عن حماية الأطفال الفلسطينيين، ودعتها إلى إلغاء حظرها للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال وتصنيفها كـ”منظمة إرهابية”، حتى تتمكن من مواصلة عملها بفعالية.
وقال المدير التنفيذي لمؤسسة “رافتو”، جوستاين هول كوبلتفيت، إن جائزة البروفيسور ثورولف رافتو التذكارية لحقوق الإنسان، المعروفة باسم جائزة رافتو، تُمنح سنويًا للأفراد أو المنظمات الذين تميزوا في عملهم من أجل حقوق الإنسان والديمقراطية، مضيفا أن الجائزة تُمنح كل عام- منذ عام 1987- لتسليط الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان، والاعتراف بالمدافعين عن حقوق الإنسان الذين يستحقون اهتمام العالم.
من ناحيته، قال المدير العام للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال- فلسطين، خالد قزمار، إن “توثيقنا لحقوق الإنسان ومناصرتنا القائمة على الأدلة التي تكشف الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأطفال الفلسطينيين، جعلتنا هدفا للحكومة الإسرائيلية لسنوات، لكننا لن نتراجع”.
وأعرب قزمار عن امتنان وشكر الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال لمؤسسة رافتو لمنحهم هذه الجائزة، في تأكيد من المؤسسة على أهمية العمل الذي تقوم به “الحركة العالمية” في مجال حقوق الإنسان للدفاع عن الأطفال الفلسطينيين وحمايتهم.
ويحصل الفائز بجائزة رافتو على شهادة وجائزة مالية قدرها 20 ألف دولار، وسيقام حفل توزيع الجائزة لعام 2023 في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، في مدينة بيرغن بالنرويج.
ومن الجدير ذكره أن الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال حصلت على جائزة Stars Impact لعام 2016، تقديرا لتأثيرها على حياة الأطفال الفلسطينيين الذين يعيشون في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
يشار إلى أن الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال– فلسطين DCIP)) هي جمعية فلسطينية مستقلة تُعنى بحقوق الأطفال الذين يعيشون في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، وقطاع غزة.
وتسعى “الحركة العالمية” إلى الدفاع عن الأطفال وحماية حقوقهم، استنادا إلى اتفاقية حقوق الطفل الدولية، والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وتعمل على إنشاء وتطوير برامج مختلفة، تتمحور في مجالات المساندة القانونية والحقوقية للأطفال، كما تعمل مع الأطفال من أجل تمكينهم وتفعيل مشاركتهم في كافة القضايا التي تمسّ حقوقهم بالمجتمع الفلسطيني، كما تعمل مع المؤسسات القاعدية لخلق بيئة حامية للأطفال.
واستنادا إلى مراقبتها وتوثيقها لانتهاكات حقوق الأطفال في فلسطين، وفي سعيها لكشف ونشر الانتهاكات الخاصة بهم، تعمل “الحركة العالمية” على تنظيم فعاليات توعوية ومناصرة شاملة، بالتعاون مع المؤسسات المحلية والدولية المعنيّة بالطفل، بهدف تعميق الوعي والإدراك المجتمعي لحقوق الأطفال، وتقوية الشعور بالمسؤولية الجماعية لدعم وحماية هذه الحقوق.
ويتعرض الأطفال الفلسطينيون بشكل روتيني للانتهاكات من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، من قتل وإصابة وتعذيب واعتقال وهدم للمنازل والمدارس.
ومنذ عام 2000 وحتى اليوم، استشهد 2285 طفلا فلسطينيا على يد الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة، وفقا للبيانات التي جمعتها الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، فيما استشهد 46 طفلا فلسطينيا منذ بداية العام الجاري (39 طفلا في الضفة و7 في قطاع غزة) وفقا للوثائق التي جمعتها الحركة العالمية.
كما يواجه الأطفال الفلسطينيون في الضفة الغربية، مثل البالغين، الاعتقال والملاحقة القضائية والسجن، بموجب نظام الاعتقال العسكري الإسرائيلي الذي يحرمهم من حقوقهم الأساسية.
وإسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تحاكم بشكل منهجي ما بين 500 إلى 700 طفل في المحاكم العسكرية كل عام.
يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي صنف في التاسع عشر من شهر تشرين أول/ اكتوبر 2021، الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال وخمس مؤسسات حقوق إنسان أخرى في فلسطين كـ”منظمات إرهابية”، وفقا لقانون “مكافحة الإرهاب” الإسرائيلي الذي صدر عام 2016، واقتحم مكاتبها واستولى على محتوياتها، في محاولة للضغط على هذه المؤسسات لوقفها عن العمل.