قوات الاحتلال تنفذ سياسة “إطلاق النار بقصد القتل”
رام الله 22 تشرين الأول 2015 – رأت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال – فلسطين أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفذ سياسة “إطلاق النار بقصد القتل”، التي وصلت إلى حد القتل خارج نطاق القانون.
ووفقا للقانون الدولي، فإن القوة القاتلة تستخدم ضد التهديد الوشيك بالموت أو الإصابة الخطيرة، أو لمنع ارتكاب جريمة بالغة الخطورة تتضمن تهديدا شديدا للأرواح، وذلك فقط عندما يثبت عدم كفاية الوسائل الأقل عنفا عن تحقيق هذه الأهداف، كما أن التعليق على المادة الثالثة من “مدونة الأمم المتحدة لقواعد السلوك” يضيف أنه يلزم بذل كل جهد ممكن لتحاشي استعمال الأسلحة النارية، خصوصا ضد الأطفال.
إن حادثة مقتل مواطن إسرائيلي، في القدس ليلة أمس على يد جنديين من جيش الاحتلال، ظنا منهما أنه عربي، وادعاء الجنديين، حسبما نقلت بعض وسائل الإعلام، أنه حاول طعنهما ومن ثم تغيير روايتهما بعد أن تبين أنه يهودي، علما أن هذه الحادثة هي الثالثة من نوعها، تثير الشكوك حول الرواية الإسرائيلية المتعلقة بحوادث قتل الفلسطينيين بادعاء محاولاتهم تنفيذ عمليات، وتفقدها مصداقيتها.
إن ظروف ومعطيات كل حادثة سواء كانت قتل أو إصابة حصلت مؤخرا بادعاء محاولات الطعن، خاصة بحق الأطفال، متشابهة إلى حد كبير حيث أن الرواية المتوفرة هي الرواية الإسرائيلية فقط، وهذا ما يطرح تساؤلات جدية حول حقيقة ما يجري؟
وقتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت عشرة أطفال في حوادث منفصلة بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة، خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، بحجج وادعاءات مختلفة، فمساء الثلاثاء الماضي، العشرين من الشهر الجاري، قتلت قوات الاحتلال الطفل بشار الجعبري (15 عاما) والشاب حسام الجعبري (18 عاما) قرب عمارة الرجبي في المنطقة المصنفة H2 في مدينة الخليل، بادعاء أنهما حاولا تنفيذ عملية طعن.
وفي الخليل أيضا، قتلت قوات الاحتلال الطفلة بيان عسيلة (16 عاما) في السابع عشر من الشهر الجاري، وقد أكد أحد شهود العيان، في إفادته للحركة العالمية، أنه شاهد عددا من المستوطنين يرقصون حول جثة الطفلة بيان قبل أن تأخذها قوات الاحتلال.
وفي وقت لاحق من مساء اليوم ذاته، أطلق جنود الاحتلال النار على الطفل طارق زياد النتشة (16 عاما)، عند حاجز عسكري في شارع الشهداء في الخليل بالمنطقة المصنفةH2، بزعم أنه هاجمهم، وقد ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه توفي متأثرا بجروحه في مستشفى بالقدس، في حين ما زالت الحركة العالمية تحاول التأكد من هذه الرواية.
وأكد ذوو الطفل النتشة للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال أنهم لم يتلقوا لغاية اللحظة أية معلومات رسمية من جهات إسرائيلية حول مصير طفلهم، رغم أن بعض وسائل الإعلام تناقلت نبأ وفاته.
وفي القدس الشرقية، أطلقت شرطة الاحتلال النار على الطفل معتز عويسات (16 عاما)، من حي جبل المكبر، في السابع عشر من الشهر الجاري، بالقرب من مستوطنة تلبيوت، ما أدى إلى استشهاده، بزعم أنه حاول طعن أحد الجنود.
وعويسات هو الطفل الثاني من جبل المكبر الذي تقتله شرطة الاحتلال خلال الشهر الجاري، فقد قتلت في الثاني عشر من هذا الشهر الطفل مصطفى الخطيب (17 عاما) بالقرب من البلدة القديمة في القدس، بزعم أنه حاول طعن أحد الجنود، في حين أفاد شهود عيان، للحركة العالمية التي ما زالت تحقق في ظروف الحادث، بأن الخطيب كان أعزلا.
وقد تأكدت الحركة العالمية من مقتل 10 أطفال فلسطينيين على يد جنود الاحتلال، منذ بداية الشهر الجاري، ستة منهم ادعت سلطات الاحتلال أنهم حاولوا تنفيذ عمليات طعن، في حين أصيب 106 أطفال منذ بداية الشهر وفقا للبيانات الأولية التي جمعتها الحركة.
إن عدم تسليم جثامين الأطفال الشهداء الذين تدعي سلطات الاحتلال أنهم حاولوا تنفيذ عمليات، إلى ذويهم، في خطوة عقابية، يزيد من صعوبة التحقق بتفاصيل وملابسات تلك الحوادث.