والدة الطفل عويسات تتمنى الإفراج عن جثمانه لتراه لآخر مرة و”تشبع” منه

رام الله 25 تشرين الثاني 2015 – “حابب أشوفه وأبوسه، وبتمنى الإفراج عن جثمانه حتى أراه ونراه كلنا ونشبع منه، لأنها ستكون آخر مرة بنشوفه فيها”.

بهذه الكلمات عبرت والدة الطفل الشهيد معتز عويسات (16 عاما) من جبل المكبر بالقدس، عن شوقها إلى رؤية وضم جثمان ابنها، الذي ما زالت سلطات الاحتلال الإسرائيلي تحتجزه حتى اليوم.

واستشهد الطفل عويسات برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، في السابع عشر من تشرين الأول الماضي، بذريعة محاولته تنفيذ عملية طعن في مستوطنة “أرمونا نتسيف” المقامة على أراضي جبل المكبر.

وقالت والدته للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال – فلسطين، “أريد أن أودعه، لو كنت أعرف أنه لن يعود وأن آخر يوم له كان ذلك اليوم، عندما خرج من عندي متوجها إلى مدرسته، لكنت ودعته وسلمت عليه وقبلته، لكنت نظرت إليه أكثر”.

وعن يوم استشهاده، قالت إن طفلها خرج في حوالي الساعة السابعة والنصف صباح ذلك اليوم إلى مدرسته الواقعة في بلدة جبل المكبر، وفي حينها كان الدوام في المدارس غير منتظم بسبب الأحداث.

وأضافت أنها كانت اتخذت قرارا بأنها ستذهب للمدرسة وتطلب إذن مغادرة لمعتز وأشقائه في حال كان هناك عدم انتظام في الدوام في ظل الأحداث الجارية، وأنها فعلا توجهت للمدرسة عند الساعة الثامنة والنصف صباحا لكنها لم تجد معتز وعند سؤالها شقيقه معتصم وأصدقائه أفادوا جميعا بأنهم شاهدوه على مدخل المدرسة، إلا أنه لم يدخل إليها.

وتابعت الوالدة أنها حاولت الاتصال بابنها إلا أنه لم يجب، وفي حوالي الساعة التاسعة من صباح اليوم ذاته سمعت أخبارا عن وجود “حدث أمني” في مستوطنة “ارمونا نتسيف”، وهنالك احتمالية وجود شهيد، مضيفة أنه بعد مرور مدة زمنية بسيطة حضر بعض أقاربها وأخبروها أن وسائل الإعلام تتناقل أن الشهيد هو معتز عويسات.

خضع والدا الطفل عويسات في اليوم ذاته للتحقيق من قبل المخابرات الإسرائيلية في مركز “المسكوبية” بالقدس، بحجة أن طفلهما حاول تنفيذ عملية طعن، كما خضع شقيقاه أيضا لتحقيق مشابه تخلله تهديد بضربهما وحبس والديهما، لكنهم جميعا نفوا هذه التهمة عن معتز.

غادر الجميع مقر “المسكوبية” بعد انتهاء التحقيق معهم وتوقيعهم على أوراق باللغة العبرية دون أن يفهموا فحواها، ودون أن يشاهدوا جثة معتز، ومنذ تلك اللحظة لا تعلم العائلة شيئا عن مصير الجثمان الذي ما يزال محتجزا حتى الآن.

وتقول الأم إن معتز كان طفلا يحب الدراسة واللعب مع أقرانه، وهو طالب في مدرسة سخنين في الصف الحادي عشر، كان يحب المطالعة وتحصيله العلمي جيد جدا، وهو من النوع الهادئ جدا.

وتقول: “نحن حزينون جدا على معتز، وما يزيد حزننا أن جثمانه ما زال محتجزا، ومن أبسط حقوق الإنسان أنه عندما يموت يتم دفنه وحتى هذا الحق معتز لم يحصل عليه”، مشددة على ضرورة تحرك الجميع من أجل إنهاء مأساة احتجاز جثمان طفلها، وغيره من الجثامين المحتجزة.

ووثقت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال – فلسطين، 19 طفلا فلسطينيا قتلهم جنود الاحتلال والمستوطنون منذ بداية شهر تشرين الأول المنصرم وحتى اليوم، في حوادث منفصلة بأنحاء الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة، منهم 5 فتيات، فيما ما تزال سلطات الاحتلال تحتجز جثامين 9 منهم، من بينهم فتاتان.

قد يعجبك أيضاً

جنود الاحتلال استخدموا ثلاثة أطفال دروعا بشرية في مخيم طولكرم

“الخامس من نيسان”… ليكن يوم الطفل الفلسطيني يوما عالميا للتضامن مع أطفال فلسطين

رصاص الاحتلال يُصيب الطفلين سويدان وشراب بالشلل

أطفال يجلسون داخل مركبة محملة بأشياء مؤمنة بحبل بينما يفر الناس من رفح في جنوب قطاع غزة في 13 شباط/ فبراير 2024 تصوير محمد عابد/ وكالة فرانس برس

الاحتلال ما زال يعتبر الأطفال هدفا رئيسا في حربه على الشعب الفلسطيني